القُرآن: هو كتاب الله تعالى، الّذي أنْزلَهُ على رسوله سيّدنا محمّد للـتّعبّد بتلاوته، المــُـــفْـتَـتَحِ بسورة الفاتحة، والــمُـخْـتَـتَمِ بسورة النّاس.
كـيــف يُقْـرأُ القـرآن ؟
قراءة القرآن عبادةٌ كسائر العبادات الّتي نَعْبدُ الله تعالى بها، ونتقرّبُ بها إليه. وعبادةُ اللهِ لا يُمكن أن تُؤدَّى إلّا كما علّمها لنا القُــرآن الكريم أو كما بيّنها ووضّحها لنا رسوله الكريم .
وقد علّمنا القرآن الكيفيّة الّتي يجب أن يُتْلى بها كلامُ الله تعالى وسمّاها: التَّرتيل؛ قــال تعـالى: وَرَتِّلِ القُرْآنَ تَرْتِيلًا (سورة المزّمّل :04)، وقــال جــلّ من قائل: الَّذِينَ آتيْناهُمُ الكِتَـــابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ (سورة البقرة:121) بمعنى: يتّبعُونَهُ حَقَّ اتِّباعِهِ، ومن بين ما أمرنا القرآن باتّباعِهِ والعَمَلِ بِه: قراءة القرآن مُرَتَّلًا، على الصّفة المتلقّاة من أئمّة القراءة الّذين تـلــقّــوْهَا مباشــرة مــن أئـمّــة الـتّــابـعـيــن، الّــذيـــن تعلّموها من الصّحابة الكِرام (رِضوان الله عليهم جميعًا) والّذين بدورهم أخذوها مُشافَهَة وسماعًا من رسول الله الّذي ثبت عنه أنّه قال: «إِنَّ اللهَ يُحِبُّ أَنْ يُقْرَأَ القُرْآنُ كَمَا أُنْزِلَ» (أخرجه الإمام السّيوطي في الجامع الصّغير، وقال: حديث صحيح).
قال الإمام محمّد بن الجزري (ت:833ه) في كتابه: « النّشر في القراءات العشر »: «لا شكّ أنّ الأمّة كما هم متعبّدون بفهم معاني القرآن وإقامة حدوده متعبّدون بتصحيح ألفاظه وإقامة حروفه، على الصّفة المتلقّاة من أئمّة القرّاء المتّصلة بالحضرة النّبويّة الأفصحيّة العربيّة الّتي لا يجوز مخالفتها».
والتّرتيل وحقّ التّلاوة كلّ منهُما يُطْلق ويُراد به: «قراءة حروف الكلمة القرآنيّة مجوّدة آخذة جميع حقوقها ومستحقّاتها في حالة النّطق بها مُفردة ومركّبة مستوفية قوام نوعها، لا ينقصها شيء من مقوّمات التّلاوة الصّحيحة الفصيحة».
تـعــريــفـــــه: قراءة القرآن الكريم بـــــــــ: تُؤَدَةٍ وَطُمَأْنِينَةٍ، سواءٌ أكَانَتِ القِرَاءةُ للتّعاهُـــدِ، أم لِلْمُراجَــعَـــةِ، أم للْحِفْـــظِ، أم للاسْتِـــدْلاَلِ، أم كانــت القراءةُ سرًّا أو جهْرًا.
والــتُّـــــؤَدَةُ: القراءةُ بتأنٍّ وبيانٍ ووضوح، والــطُّـمَــأنـيـنَـــةُ: السّكونُ والهدوءُ والرّاحة للفكر والجوارح والبَدَنِ، مع صفاء الذِّهن، وعدم الاشتغال بأيّ شيْءٍ يُضْعِفُ الاهتمام بقراءة القرآن واتّباع أوامره واجتناب نواهِيهِ.