قرر الله تعالى خلق رسوله الأول حيث كان يوم الجمعة فقد قال النبي ﷺ: خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه أدخل الجنة، وفيه أخرج منها (رواه مسلم: 854) فخلقه من طين ونفخ فيه من روحه سبحانه فتحرك جسد آدم ودبت فيه الروح ، وصوره فى أبدع تصوير وجعله على أحسن تقويم. كرمه الله تعالى بكثير من النعم و الذي سماه آدم وأعلم ملاكته لكي يسجدو له فسجد له جميع الملاكة إلا إبليس أبى واستكبر عن السجود لآدم .
وخلق الله سبحانه وتعالى زوجه منه ليسكن إليها أي خلق آدم وحواء ليسكنوا في الجنة و يأكلان منها حيثما شاءا، وكان ذلك من فضل الله على آدم وعلى زوجه ، ثم علمه الأسماء كلها .
بعد ذان أمر الله آدم أن يسكن فى جنة الخلد مع زوجته حواء وأن يأكلا من ثمارها أكلا رغدا من أى مكان ، ونهاهما الله أن يأكلا من شجرة يقال إنها شجرة الكرم كما أشار إلى ذلك ابن عباس رضي الله عنه. وإذا أكلا منها صارا من الظالمين لأنفسهما بمعصية أوامر الله } وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين { لكن الشيطان أوقعهما فى الخطيئة بسبب الإغواء بالأكل منها ، فأخرجهما الله من نعيم الجنة وأمرهم جميعا بالهبوط إلى أرض فيها الحياة والموت ثم البعث والنشور وجعلهم وذريتهم أعداء لإبليس إلى يوم القيامة ، } فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم فى الأرض مستقر ومتاع إلى حين{ خرج آدم وحواء من الجنة وكان آدم حزينا وكانت حواء لا تكف عن البكاء } قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين{ فتقبل الله توبته لأن الله غفور رحيم يقبل التوبة من عباده ويعفو عن التائبين المخلصين وأرسله إلى الأرض أول رسول لأبنائه
لقد عاش رسول الله آدم على الأرض نحو ألف عام ، يدعو ذريته إلى عبادة الله الواحد الصمد ، وقد جمع الله سبحانه وتعالى لخلقه قبضة من تراب الأرض فيها الأبيض والأسود والأصفر والأحمر ، لهذا جاء الناس ألوانا مختلفة .
و توفى آدم عليه السلام يوم الجمعة و جاءت الملائكة بكفن من عند الله – عز وجل – وقد قيل إنه من الجنة فقبضوه وغسلوه وكفنوه وحفروا قبره ودفنوه وعزوا فيه ابنه شيث عليه السلام .