و سؤال اليوم إخوتي الكرام عن حكم الاستمناء في الإسلام للرجل و المرأة في الايام العادية و في شهر رمضان المبارك ؟ و ماذا يقول الشرع في صحة جوازه بيد الزوج أو الزوجة ؟
فقد ذهب السادة العلماء بتحريم الاستمناء للرجل و المرأة في الايام العادية و في شهر رمضان المبارك.
و قد ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : » قال رجل : إني أعبث بذكري حتى أنزل ؟ قال : إن نكاح الأمة خير منه ، وهو خير من الزنا ».
وقال الشافعي في كتاب النكاح : فكان بيّناً في ذكر حفظهم لفروجهم إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم تحريم ما سوى الأزواج وما ملكت الأيمان .. ثم أكّدها فقال : ( فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون ) . فلا يحل العمل بالذكر إلا في الزوجة أو في ملك اليمين ولا يحل الاستمناء والله أعلم.
و قد روى البخاري في صحيحه عن عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: كنّا مع النّبي ﷺ شباباً، لا نجد شيئاً فقال لنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: » يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ ».
و الشهوة أمر جُبل عليه الانسان ولا يمكن التخلص منه الا بالحلال و عندما يخول لك الشيطان للقيام بالعادة السرية إسأل نفسك هل تستطيع فعلها أمام أهلك وإخوانك ؟ هل تستطيع فعلها أمام أصدقائك وجيرانك ؟ وهل تستطيع فعلها أمام أحدٍ من العلماء أو الصحابة ؟ طبعا لا .. اذن يجب عليك ان تستحي من الله عز وجلّ.
فقد قال الله تعالى في كتابه العزيز: » يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ « .
أما بخصوص من مارس العادة السرية ثم أراد الصلاة بغير غسل و طهارة واكتفى بالوضوء للصلاة نقول له بأنّ الصلاة من غير اغتسال في حال الجنابة باطلة ، وفعلها مع علمك ذلك هو نوع من أنواع الاستهزاء بالشريعة الاسلامية.
و قد روى الطحاوي في مشكل الآثار و حسنه الألباني في صحيح الترغيب عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي ﷺ أنّه قال : » أُمر بعبد من عباد الله أن يضرب في قبره مائة جلدة ، فلم يزل يسأل الله ويدعوه حتى صارت واحدة ، فامتلأ قبره عليه ناراً ، فلما ارتفع عنه أفاق فقال: علام جلدتموني ؟ قالوا : إنك صليت صلاة بغير طهور ، ومررت على مظلوم فلم تنصره ».