الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ، أما بعد فكما جاء في السيرة عن النبي ﷺ بأنه مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ.
ففي سنن ابن ماجه روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : » إذا قمتَ إلى الصلاةِ فأسبغِ الوضوءَ ، و اجعلْ الماءَ بين أصابعِ يديْكَ و رجلَيْكَ « . فإسباغ الوضوء سببٌ في تكثير الحسنات، ورفعة الدّرجات، فقد حذرّ رسول الله من الإهمال في إيصال الماء إلى أماكنه لذلك على المسلم أن يحرص على اتّباع سنّة رسول الله في الوضوء حتّى يتمّ المسلم وضوئه بالطّريقة الصّحيحة الّتي أمر بها الله تعالى.
يجب أن يبتدئ وضوئه بالنّية و أن يسمّي عند وضوئه، فيقول بسم الله الرّحمن الرّحيم وأن يغسل كفيّه ثلاث مرّات، وغسل الكفيّن من سنن الوضوء، و أن يقوم بالمضمضة، والاستنشاق، فالمضمضة تعني وضع الماء في الفم، وإدارته، أمّا الاستنشاق فيعني اجتذاب الماء بالنّفس، ثمّ القيام بدفعه بقوّة النّفس و أن يقوم بغسل وجهه، مرّةً واحدةً، وغسل الوجه مرّةً يعدّ من فروض الوضوء.
أمّا السّنة ان يقوم المسلم بغسله ثلاث مرّات، والمقدار الواجب غسله من الوجه يبدأ طولاً من بداية جبهة الإنسان، عند منبت الشّعر، إلى أسفل اللّحية و أن يقوم بغسل يديه الاثنتين إلى مرفقيه، مرّةً واحدةً، وغسل اليدين يعدّ من فروض الوضوء، أمّا السّنة أن يقوم بغسلهما ثلاثاً، وأن يدخل الماء بين أصابعه، ويمتدّ غسل اليدين من طرف الأصابع انتهاءً بالمرفق الّذي يقع بين ذراع الإنسان وعضده و أن يقوم بمسح رأسه، وذلك مرّةً واحدةً، ويعدّ مسح الرّأس من فرائض الوضوء، ويكون المسح من مقدّمة الرّأس إلى منتهاه و أن يقوم بمسح أذنيه، ويعدّ مسح الأذن تابعٌ لمسح الرّأس، ومن السّنة أن لا يقوم المسلم باستخدام ماءٍ جديدةٍ لمسح أذنيه، ويكون مسح الأذنين بإدخال السّبابتين داخل الأذنين، ثمّ استخدام الإبهامين في مسح ظاهر الأذنين. أن يقوم بغسل القدمين مع الكعبين، ويعدّ ذلك من فروض الوضوء، وذلك لقوله تعالى:(وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ)[٩].
ومن فرائض الوضوء أن يقوم المسلم بالإتيان بالخطوات مرتّبة و في الأخيرنسأل الله أن يثبتنا في ديننا ودنيانا وأن يفقهنا في ديننا .
و نعرض عليكم في هذا المقال كيف كان وضوء النبي ﷺ عمليا مع الداعية الإسلامي عمر عبد الكافي.
و الله تعالى أعلم.