الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ، أما بعد فكما جاء في السيرة عن النبي ﷺ بأنه مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ.
و سؤال اليوم إخوتي و أحبتي الكرام هو هل يجوز البكاء على الميت بدون رفع الصوت ؟ وهل حقا يعذب الميت ببكاء أهله ؟
فقد أجاب أهل العلم أنّه مُجَرَّد الْبُكَاء وَدَمع العَيْنٍ وحزن القلب لَيْسَ بحرام و لا مكروه وَإِنَّمَا الْمُحَرَّم النَّوْح وَالنَّدْب وَالْبُكَاء الْمَقْرُون بِهِمَا أَوْ بِأَحَدِهِمَا كَمَا قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إنَّ اللَّه لا يُعَذِّب بِدَمْعِ الْعَيْن وَلا بِحُزْنِ الْقَلْب وَلَكِنْ يُعَذِّب بِهَذَا أَوْ يَرْحَم وَأَشَارَ إِلَى لِسَانه).
و قد ورد في السيرة عن النبي ﷺ أن الميت يُعَذَّب ببكاء أهله عليه من ذلك ما أخرجه الامام مسلم من حديث ابن عمر أن حفصة بكت على عمر ، فقال : مهلاً يا بنية ! ألم تعلمي أن رسول الله ﷺ قال : ( إن الميت يعذب ببكاء أهله عليه ) .
وقد ثبت في الاحاديث النبوية أنّ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه بكى عند الميت في أكثر من واقعة منها بكاؤه ﷺ عند موت ابنه إبراهيم وبكاؤه أيضا ﷺ عند موت إحدى بناته أثناء دفنها.
والله تعالى أعلم .