في العادة، يتمتع القراء بحق أخذ أجرة على قراءة القرآن، ويتم هذا بشكل شائع في المساجد وخلال المناسبات الدينية مثل حفلات الزفاف أو العزاء، حيث يدعى قارئ القرآن لتلاوة الآيات القرآنية ويتلقى مقابل مادي مقابل خدمته.
مع ذلك، يوجد بعض الفقهاء والعلماء الذين يرون أن الاستفادة المادية من قراءة القرآن ليست مشروعة، بل يجب أن تكون القراءة نابعة من النية الصافية لخدمة الدين ولله وحده دون أي توقعات مادية. ويقولون إن الأجرة المالية لقراءة القرآن قد تقلل من قيمة القراءة وتجعلها مجرد وسيلة للكسب المادي بدلاً من التفاني والتفرغ لخدمة الدين.
بشكل عام، تختلف الآراء بين الفقهاء والعلماء في هذا الشأن، وتعتمد على التفسير الشخصي والمذهب الفقهي لكل فرد. لذلك، يجب على الفرد استشارة عالم دين موثوق به للحصول على توجيهات دينية محددة بشأن هذه المسألة.
و عند سؤال الشيخ و الفقيه التونسي محمد الطاهر بن عاشور عن حكم قراءة القرآن وإهداء الطعام للفقراء بقصد الصدقة على الميّت وما حكم أخذ الأجرة عن ذلك كلّه؟
أجاب العالم التونسي و هو من أبرز مفسري القرآن الكريم في العصر الحديث قائلا :
» إنّ قراءة القرآن وإهداء ثوابها للميت وكذلك التصدّق بالطعام على المحتاجين، وكذلك ذكر لا إله إلاّ الله ونحوها من الأذكار الموعود بالثواب عليها كل ذلك يصل ثوابه للميت على ما اختاره جمهور المالكيّة وأئمة المذاهب وأهل السنّة وشواهده في السنّة كثيرة.
وأمّا إعطاء الأجر للقارئ والذاكر على القراءة والذكر فجائزة، ويرجى منه وفرة الثواب لما فيه من زيادة نفع المسلمين، وخاصّة حفّاظ القرآن وفي الحديث الصحيح: «إنّ أحقّ ما أخذتم عليه أجراً كتاب الله».
( أخرجه البخاري )
خلاصة القول فقد ذهب المالكية والشافعية إلى جواز أخذ الأجرة على قراءة القرآن الكريم و ذهب الحنفية والحنابلة إلى المنع واستدلوا بعدة أدلة و هذا أحدهما فعن جابر رضي الله عنه أن النبي ﷺ دخل المسجد فإذا فيه قوم يقرؤون القرآن فقال: « اقرأوا القرآن، وابتغوا به وجه الله من قبل أن يأتي قوم يقيمونه إقامة القدح يتعجلونه ولا يتأجلونه » رواه أحمد وأبو داود، وحسنه الألباني.
و الله و رسوله أعلم