الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ، أما بعد فكما جاء في السيرة عن النبي ﷺ بأنه مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ.
يسرنا أن نرحب بك في موقعك وذكّر.. الموقع الإسلامي الشامل الذي يتناول أهم تعاليم الإسلام من فقه وشريعة.
فعلى المسلم أن يطلب العافية ما أمكنه، وأن لا يسعى في تعريض نفسه للبلاء، فإن عافاه الله تعالى ولم يعرضه لشيء من البلاء فهذا فضله ورحمته بعبده، ولا يدل ذلك على صلاح العبد، أو فساده، إنما الذي يدل
على ذلك ما يأتي به العبد من امتثال أمر ربه واجتناب نهيه في الأحوال المختلفة، فإذا أنعم الله على العبد وعافاه من البلاء فإنه مأمور أن لا يعرض له نفسه كما دلت على ذلك نصوص كثيرة، وعليه أن يجتهد في شكر ربه على نعمته، والقيام بواجب عبوديته.
عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا ينبغي للمؤمن أن يذل نفسه) قالوا: وكيف يذل نفسه؟ قال: (يتعرض من البلاء لما لا يطيق)
وفي الحديث أمر للمؤمن أن يستعفي ما أمكنه، وألا يتعرض للبلاء باختياره، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لا تتمنوا لقاء العدو، وسلو الله العافية وإذا لقيتموهم فاصبروا) رواه البخاري
وهو بيِّن في أن المؤمن يستعفي ما أمكنه، ولكنه يصبر إذا نزل ما لا بد منه من البلاء، والحاصل أن من علم أنه لا يقدر على تحمل البلاء، فإنه يستعفي ما أمكنه، ولا يعرض نفسه له؛ لئلا يفتن في دينه.
وكما في قوله صلى الله عليه وسلم للرجل الذي كان يدعو على نفسه ويقول: اللَّهُمَّ ما كنت مُعَاقبي به في الآخرة فعجِّله لي في الدُّنيا، فقال له النَّبيُّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم: (سبحان اللَّه، إنَّك لا تطيقه، أو لا تستطيعه، أفلا كنت تقول: اللَّهُمَّ آتنا في الدُّنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النَّار) رواه مسلم
وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل الله العافية، كما في الحديث الذي راوه أبو داود عن ابن عمر قال: لم يكن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يَدَعُ هؤلاء الدَّعوات حين يمسى وحين يصبح: اللَّهُمَّ إنِّي أسألك العافيةَ في الدُّنيا والآخرة، اللَّهُمَّ إنِّي أسألك العفو والعافيةَ في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللَّهُمَّ استر عوراتي، وآمن رَوْعَاتي، اللَّهُمَّ احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي، ومن فوقي، وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي.