الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ، أما بعد فكما جاء في السيرة عن النبي ﷺ بأنه مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ.
و سؤال اليوم إخوتي الكرام عن ثبوت رؤية المؤمنين لربهم في الدار الآخرة و في الجنة ؟ و ماهي الأحاديث التي تدل على رؤية الناس لربهم يوم القيامة؟ ومن هم المحرمون من هذه النعمة؟
فقد روى الإمام مسلم في صحيحه عَنْ صهيب قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ وَأَهْلُ النَّارِ النَّارَ نَادَى مُنَادٍ يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ إنَّ لَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ مَوْعِدًا يُرِيدُ أَنْ ينجزكموه فَيَقُولُونَ: مَا هُوَ؟ أَلَمْ يُثَقِّلْ مَوَازِينَنَا وَيُبَيِّضْ وُجُوهَنَا وَيُدْخِلْنَا الْجَنَّةَ وَيُجِرْنَا مِنْ النَّارِ؟ فَيُكْشَفُ الْحِجَابُ فَيَنْظُرُونَ إلَى اللَّهِ فَمَا شَيْءٌ أُعْطُوهُ أَحَبُّ إلَيْهِمْ مِنْ النَّظَرِ إلَيْهِ وَهِيَ الزِّيَادَةُ.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما: « (وجوه يومئذ ناضرة ) قال : من النعيم ( إلى ربها ناظرة ) قال تنظر إلى وجه ربها نظراً
والناس يوم القيامة على ثلاثة أقسام كما قال الشيخ ابن عثيمين : كفار خُلَّص، ومؤمنون خُلَّص ، ومنافقون .
أما الكفار الخلص فإنهم لا يرون الله أبداً ، لقول الله تعالى : « كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ ».
وأما المؤمنون الخلص فيرون الله عز وجل يوم القيامة وفي الجنة كما قال الله تعالى في كتابه العزيز : « وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ».
القسم الثالث هم المنافقون و هم أشد حسرة يوم القيامة لأنهم يرون الله يوم الحشر ثم بعد ذلك يحجبون عنه.
اللهم إنا نعوذ بك من النفاق و الشقاق و سوء الأخلاق.
وقال العلامة ابن العثيمين رحمه الله :
إن المحافظة على صلاة الفجر وصلاة العصر من أسباب النظر إلى وجه الله عز وجل ويا لها من قيمة عظيمة حافظ على صلاة الفجر وصلاة العصر تنظر إلى وجه الله يوم القيامة في جنات النعيم.
أيضا و قال الشيخ رحمه الله تعالى:
إذا علمت انك سوف ترى ربك عيانا بالبصر، فوالله لا تساوي الدنيا عندك شيئا.
فكل الدنيا ليست بشيء؛ لأن النظر إلى وجه الله هو الثمرة التي يتسابق فيها المتسابقون.
و أعظم نعيم أهل الجنة هو النظر إلى وجه الله سبحانه وتعالى فاللهم أجعلنا ممن يدخلون الجنة دون حساب أو سابق عذاب واللهم أجعلنا ممن يرون وجهك الكريم.
و الله تعالى أعلم.