الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ، أما بعد فكما جاء في السيرة عن النبي ﷺ بأنه مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ.
و سؤال اليوم من أختنا الكريمة عن حكم سفر المرأة بدون محرم سواء كان السفر سفرَ قربة كالحج أو العمرة أو زيارة الوالدين وبرهما ، أو سفراً مباحا لغير ذلك من الأغراض.
فقد أخرج البخاري في صحيحه أنّ النبي ﷺ قال : » لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم ولا يدخل عليها رجل إلا ومعها محرم، فقال رجل: يا رسول الله إني أريد أن أخرج في جيش كذا وكذا وامرأتي تريد الحج، فقال ﷺ : اخرج معها « .
فقد نهى النبي ﷺ عن سفر المرأة بلا محرم مسيرة يوم وليلة سواء كان السفر سفرَ قربة كأداء العمرة أو الحج أوزيارة الوالدين و برهما ، أو سفراً مباحا لغير ذلك من الأغراض .
و قد نقل الامام مسلم في صحيحه أن رسول الله ﷺ قال : » لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم ».
وقد سئل الشيخ ابن جبرين حفظه الله : » ما حكم سفر المرأة وحدها في الطائرة لعذر، بحيث يوصلها المحرم إلى المطار ويستقبلها محرم في المطار الآخر؟
فكان جوابه لا بأس بذلك عند المشقة على المحرم ، ولم يتيسر للمحرم صحبتها ، فلا مانع من ذلك فقط بشرط أن يوصلها المحرم الأول إلى المطار ، فلا يفارقها حتى تركب الطائرة ، ويتصل بالبلاد التي توجهت إليها ، ويتأكد من المحرم الثاني أنه سوف يستقبلها في المطار.
و قد فسر الشيخ ابن عثيمين رحمه الله عن الحكمة من اشتراط وجود المحرم مع المرأة في السفر بأنه صونُ المرأة عن الشر والفساد ، وحمايتها من أهل الفجور والفسق.
فالمحرم هو أمان للمرأة ، لأن المرأة بحسب طبيعتها ضعيفة لا تقوى على مقاومة ضعاف النفوس الذين يستغلون إنفرادها فيتعرضون لها بالمضايقات والمعاكسات ، وخاصة إذا جلس بجوارها في الطائرة أو الحافلة أو القطار من لا يخاف الله عز وجلّ .
و الله تعالى أعلم