الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ، أما بعد فكما جاء في السيرة عن النبي ﷺ بأنه مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ.
يسرنا أن نرحب بك في موقعك وذكّر.. الموقع الإسلامي الشامل الذي يتناول أهم تعاليم الإسلام من فقه وشريعة.
و سؤال اليوم إخوتي الكرام عن المقصود بـقهر الرجال الوارد في كتب السيرة ؟ و لماذا استعاذ منه النبي ﷺ ؟
فقد ورد في صحيح البخاري من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال : » كان النبي ﷺ يقول : اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن ، والعجز والكسل ، والجبن والبخل ، وضلع الدين وغلبة الرجال .
و في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه و نقله أبو داود نّ حبيبنا محمد ﷺ دخل ذات يوم المسجد ، فإذا هو برجل من الأنصار يقال له أبو أمامة ، فقال : » يَا أَبَا أُمَامَةَ مَا لِي أَرَاكَ جَالِسًا فِي الْمَسْجِدِ فِي غَيْرِ وَقْتِ الصَّلَاةِ » ، قال : هموم لزمتني وديون يا رسول الله ، قال : » أَفَلَا أُعَلِّمُكَ كَلَامًا ، إِذَا أَنْتَ قُلْتَهُ : أَذْهَبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَمَّكَ وَقَضَى عَنْكَ دَيْنَكَ ؟ ) ، قال قلت : بلى يا رسول الله ، قال : » قُلْ إِذَا أَصْبَحْتَ وَإِذَا أَمْسَيْتَ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ الْجُبْنِ وَالْبُخْلِ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ غَلَبَةِ الدَّيْنِ وَقَهْرِ الرِّجَالِ « ، قال ففعلت ذلك ، فأذهب الله عز وجل همي وقضى عني ديني »
فقهر الرجال كما فسره أهل العلم سببه الغلبة ، فالرجل إذا شعر بغلبة الرجال له و ظلمهم له سواء أن بحق ، أو بغير حق نتج عنه ذلك في حصول الكمد والقهر في نفسه.
و الله تعالى أعلم