سعد بن معاذ الأنصاري سيد الأوس، وكنيته أبو عمرو هو الصحابي الذي قَالَ عنه رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «اهْتَزَّ عَرْشُ الرَّحْمَنِ لِمَوْتِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ.»
وقد روى النسائيُّ عَنْ عَبدِ الله بْنِ عُمَرَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ قَالَ: « هَذَا الَّذِي تَحَرَّكَ لَهُ الْعَرْشُ، وَفُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَشَهِدَهُ سَبْعُونَ أَلْفًا مِنَ الْمَلَائِكَةِ، لَقَدْ ضُمَّ ضَمَّةً، ثُمَّ فُرِّجَ عَنْهُ « .
وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( اهْتَزَّ الْعَرْشُ لِمَوْتِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ ، مِنْ فَرَحِ الرَّبِّ عَزَّ وَجَلَّ )
فقد ذكرت فضائل سعد بن معاذ، وأعماله في جميع كتب السيرة، وتاريخ الإسلام، وكتب السنة:
وقد قال الذهبي في السير: ومناقبه مشهورة في الصحاح، وفي السير…
ويكفيه فضلًا وشرفًا أنه من السابقين الأولين، والمجاهدين الصادقين، الذين وهبوا حياتهم، وسخروا كل إمكاناتهم لخدمة هذا الدين، فرضي الله عنهم، ورضوا عنه.
ومناقب سعد لا تعد، فهو كما قال الذهبي: السيد الكبير، الشهيد، أحد السابقين، أبو عمرو الأنصاري البدري، اهتز لموته عرش الرحمن، ومناقبه مشهورة في الصحاح، وفي السير.
ومما يدل على فضله، وعمق إيمانه، وحبه لله ورسوله، وتفانيه في خدمة هذا الدين: قوله لقومه عندما أسلم: إن كلام رجالكم ونسائكم عليّ حرام؛ حتى تؤمنوا بالله ورسوله، فأسلموا جميعًا. وقوله -رضي الله عنه- عندما أصيب يوم الخندق: اللهم إن كنت أبقيت من حرب قريش، فأبقني لها، فإنه لا قوم أحب إليّ أن أجاهدهم فيك من قوم آذوا نبيك، وكذبوه، وأخرجوه، اللهم إن كنت وضعت الحرب بيننا وبينهم، فاجعلها لي شهادة في سبيلك، ولا تمتني حتى تقرّ عيني في بني قريظة. وقد سبق أن بينا شيئًا من مناقبه -رضي الله عنه- في الفتوى: 24104 فنرجو أن تطلع عليها.