هذا هلال الصّوم من رمضان ⁎⁎⁎ بالأفق بان فلا تكن بالواني
وافاك ضيفا فالتزم تعظيمه ⁎⁎⁎ واجعل قراه قراءة القرآن
صمه وصنه واغتنم أيّامه ⁎⁎⁎ واجبر ذما الضّعفاء بالإحسان
أمرنا النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أن نتحرّى رؤية هلال شهر رمضان المبارك لكي نحدّد موعد بداية الشّهر الكريم من أجل آداء فريضة الصّيام, فقال صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله: » صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته « .
فإذا أهلّ هلال شهر رمضان كان النّبيّ ﷺ إذا رآه رفع يده بالدّعاء وقال: » الله أكبر, اللّهمّ أهلّه علينا بالأمن والإيمان, والسّلامة والإسلام, والتّوفيق لما تحبّ وترضى, ربّنا وربّك الله « .
ليكن همّنا في هذا العام أن نخصّ هذا الشّهر المبارك بمزيد اعتناء, وأن نصوم الصّوم الحقيقي, وأن نتحصّل على ثمرة الصّيام.
فالله يريد منّا اكتساب التّقوى, فلنحاول جاهدين أن نصوم عن الحرام كما نصوم عن الحلال, ولتصم أيدينا وأرجلنا وأعيننا وآذاننا وقلوبنا كما صامت بطوننا.
ليكن صيامنا هذا العام مختلفا عن بقيّة السّنوات الماضية, ولنصم إيمانا واحتسابا حتّى يغفرالله لنا ما تقدّم من ذنوبنا.
إنّنا نقرأ القرآن في رمضان ونختمه عدّة ختمات, فلنجعل هذه السّنة ختمة نقرؤها بتدبّر وتأمّل, وبنيّة تطبيق أوامر الله والعمل بها.
وإنّنا ننتقل بين المساجد بحثا عن الصّوت الأجمل في كلّ عام, فليكن سعينا في هذا العام بحثا عن الصّلاة, حيث يطول القيام والرّكوع والسّجود, فتلك هي سنّة نبيّنا وأصحابه, وخاصّة في العشر الأواخر, فقد كان يقوم اللّيل كلّه.
وإنّنا في رمضان نوسّع على أهلنا وأبنائنا بأطايب الدّنيا من الطّعام واللّباس, فهلّا وسعّعنا عليهم كذلك من غذاء الرّوح وأطايب الآخرة, مجالس الذّكر, وقراءة القرآن وتعليمهم أمور دينهم. إنّها فرصة قد لا تتكرّر, فإنّ النّفوس مهيأة لقبول الخير بل ومتشوّقة إليه.
وإنّنا ندخل السّرور على أهلنا بالجديد من اللّباس والتّوسعة في المال, فهلّا وسعنا الدّائرة قليلا هذا العام لندخل السّرور على أسر أخرى من أقاربنا وغيرهم.
إنّنا نحرص على الدّعاء في كلّ عام لأنفسنا وأهلينا وذرّيّاتنا, فليكن لأخواننا المسلمين في هذا العام من دعائنا نصيب.
في رمضان يذكّرنا الضّعفاء الفقراء بأنفسهم على نواحي الطّرق وأبواب المساجد, ومنهم الصّادق ومنهم الكاذب, فهلّا تذكّرنا إخوة لنا ضعفاء فقراء محتاجين لا سبيل لهم إلينا ليذكّرونا بأنفسهم, قد يكون بعضهم حولك بل ومن قرابتك.
وكم نحرص في كلّ عام على أعمال تنفعنا في رمضان ولا ينتفع منها غيرنا,
كقراءة القرآن والصّلاة والذّكر, فهلّا حرصنا في عامنا هذا على أعمال تنفعنا وتنفع غيرنا, بكتاب نافع يهدى أو شريط قيّم أو نصيحة.
إنّها الفرصة اليوم لنخرج رمضان من إطار العادة إلى روح العبادة, لتصبح تلك الأعمال طاعة لله تزيدنا قربا منه وحبّا له جلّ وعلا, وتكون سببا في الارتقاء بنا في مدارج الإيمان, لنخرج من هذا الشّهر, إن شاء الله, برصيد من الإيمان والحسنات ما يزيدنا شوقا إلى لقاء ربّنا.
أسأل الله جلّ وعلا أن يوفّقنا لصيام رمضان وقيامه على أكمل وجه, إنّه وليّ ذلك والقادر عليه.