كنت في العاشرة من عمري, لم أكن مهتمّة بدراستي, وكنت أقضي معظم وقتي في اللّعب بالهاتف ومشاهدة التّلفاز, ولم أدرس إلاّ قليلا, وكانت أمّي طوال الوقت تتذمّر منّي ومن كيفيّة قضاء وقتي, ونصحتني كثيرا ووبّختني أحيانا حتّى أغيّر من طبعي وأدرس.
فقد كانت تريد منّي أن أكون الأولى في مدرستي, وحصل أن أشار إليها والدي بتسجيلي في مدرسة قرآنيّة لكي أشغل وقتي في حفظ بعض السّور القرآنيّة, فتمّ الأمر وأصبحت أذهب إلى جمعيّة للتّحفيظ قرب منزلنا نهاية كلّ أسبوع.
ورويدا رويدا حفظت جزء عمّ, وإذا بي أتحسّن في بعض الموادّ, ولم أعد أحبّ تمضية الوقت في اللّعب بالهاتف وأصبحت أقضي معظم وقتي تارة أدرس وتارة أراجع بعض السّور.
وكانت أمّي مندهشة من التّغيير الحاصل, فلم تعد توبّخني وأصبحت فخورة بي وأيضا معلّمييّ فقد لاحظوا فيّا تغييرا واضحا.
أمّا أنا ثابرت أكثر وأكثر, وزاد حرصي على حفظ القرآن ومثابرتي في دراستي, وخصّصت أوقات قليلة للّعب.
فلقد علّمني القرآن تنظيم وقتي وحبّ الدّراسة, ففي سورة العلق وفي قوله تعالى : ﴿ اِقرأ بسم ربّك الّذي خلق ﴾ علّمني قيمة العلم والتّعلّم وعدم تضييع الوقت.
وأصبحت من المتفوّقات, وهذا كلّه بفضل كلام ربّي وها أنا لازلت في هذا المستوى المتفوّق ولازلت أحفظ القرآن وأنوي أن أكون دائما فتاة يفتخر بها الجميع وخاصّة الله جلّ جلاله أمام ملائكته مجتهدة وحافظة لكلام الله.