للصلاة نور عظيم تشرق به قلوب المصلّين ولا يناله إلاّ الخاشعون.
اعلم أنّ الصلاة وصلة بين العبد والربّ, ولهذا كانت أعظم أركان الدّين بعد الشّهادتين, وقد اشتملت على الثّناء على الله بما لا يوجد في غيرها من العبادات.
فإذا أتيت إلى الصّلاة ففرّغ قلبك من الدّنيا وما فيها, واشتغل ببمراقبة مولاك الّذي تصلّي لوجهه, واعتقد أنّ الصّلاة خشوع وتواضع لله سبحانه بالقيام والرّكوع والسّجود وإجلال وتعظيم له بالتّكبير والتّسبيح والذكر, وحافظ عليها فإنّها أعظم العبادات.
ولاتترك الشّيطان يلعب بقلبك ويشغلك عن صلاتك حتّى يطمس قلبك ويحرمك من لذّة أنوار الصّلاة, فعليك بدوام الخشوع فيها فإنّها تنهى عن الفحشاء والمنكر, فاستعن بالله إنّه خير مستعان.
واعلم أنّ القلب بين التّنزّلات الرّحمانيّة والخطرات الشّيطانيّة,فإذا ألمّت به التّنزّلات الرّحمانيّة ويكون ذلك بالذّكر والمراقبة, بأن يذكر أنّ الله رقيب عليه مطّلع على ما احتوى عليه قلبه وانطوت عليه سريرته, ذاكرا وقوفه بين يديه, فعند ذلك يخنس الشّيطان.
فإذا فرغ القلب عن الذّكر تنزّلت إليه الخواطر الشّيطانيّة.
فالحصن المنيع لهذا الأمر هو مراقبة الله الرّقيب, ومصابرة القلب بمداومة الذّكر.
قال الله تعالى: ﴿ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاَةِ وَا صْطَبِرْ عَلَيْهَا﴾
فإذا اصطبر عليها بمداومة الذّكر وحضور القلب وخشوع الجوارح تلاشت الخواطر الشّيطانيّة ولا يكون إذا للشّيطان عليه سلطان.
فوائد الصلاة و أثرها النفسي على المسلمين
- Advertisement -
- Advertisement -