هو إدريس بن يرد بن مهلاييل، ويُعرف أيضًا باسم أخَنوخ، ووجه تسميته إدريسًا أن الاسم مأخوذٌ من الدَّرس والدِّراسة لكثرة دراسته وتفكره وتأمله في الصحف المُنزلة على آدم وشيث -عليهما السلام- وقيل عن إدريس إنّه أول من خطَّ وخاط، أيْ: خطَّ بالقلم وخاط الثياب.
قال بعضهم إنه ولد في فلسطين وقال بعضهم أّنه ولد ببابل، وقال آخرون إنه ولد بمصر
ولما كبر آتاه الله النبوة فنهى المفسدين من بني آدم عن مخالفتهم شريعة آدم وشيث فأطاعه نفر قليل، وخالفه الكثير.
فنوى الرّحيل عنهم وأمر من أطاعه منهم بذلك, فخرج وخرجوا حتى وصلوا إلى أرض مصر وأقام إدريس ومن معه يدعو الناس إلى الله وإلى مكارم الأخلاق.
كان لنبيّ الله إدريس مواعظ وآداب فقد دعا إلى دين الله، وإلى عبادة الخالق جلّ وعلا، وتخليص النفوس من العذاب في الآخرة بالعمل الصالح في الدنيا وحضّ على الزّهد في هذه الدنيا الفانية الزائلة، وأمرهم بالصلاة والصيام والزكاة وغلظ عليهم في الطهارة من الجنابة، وحرم المسكر من كل شي من المشروبات وشدد فيه أعظم تشديد.