أخبر الله سبحانه وتعالى أنّه فرض علينا الصيام وعلى كل أهل الملل قبلنا لنكتسب به التّقوى الإيمانيّة التي تحجزنا عن المعاصي والآثام، ولنتوقى به كثيراً من الأمراض والعلل الجسميّة والنفسيّة، قال تعالى : » يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصّيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتّقون « سورة البقرة183 وقال صلى الله عليه وسلّم : » الصيام جنّة » أي وقاية وستر (الحديث رواه مسلم)
وقد ثبت من خلال الأبحاث الطبّيّة بعض الفوائد الوقائيّة للصّيام ضدّ كثير من الأمراض والعلل الجسميّة والنفسيّة منها على سبيل المثال لا الحصر :
1- التّخلص من السّموم في الجسم :
يؤكّد العلماء أن أفضل علاج لتراكم السّموم في الجسم هو الصّيام حيث يعمل الصّوم على تخلّص الخلايا والأنسجة من جرّاء تناول الأطعمة وخصوصاً المحفوظة والمصنّعة منها وتناول الأدوية واستنشاق الهواء الملوّث .
2- الوقاية من أمراض الكبد والكلى والمرارة :
يؤكّد العلماء أن الصّوم هو عمليّة من دون جراحة ! فالصوم يعالج الحصيّات التي تتشكل في الكلى والمرارة إذ يرفع معدل الصّوديوم في الدّم فيمنع تبلور أملاح الكالسيوم، كما أنّه يعالج الكبد ويعيد له حيويّته ونشاطه.
3- تنشيط الدّماغ والوقاية من الخرف :
تؤكّد الدّراسات العلميّة أنّ الصّوم ينشّط الدّماغ ويقي من الخرف، حيث أنّه يلعب دوراً كبيراً في تنشيط خلايا الدّماغ ويجعلها تعمل بكفاءة أكبر، كما أنّ تناول التّمر عند الإفطار يقلّل من خطورة التّعرض للخرف أو السكتة الدّماغيّة. ومن جهةٍ أخرى يرفع طاقة الدماغ، فالصّيام له مفعول السحر !! إذ أنّه يطوّر المدارك العقليّة ويزيد القدرة على الإبداع.
4 – تنشيط الجهاز الهضمي ووقايته من الأمراض :
يمّكن الصيام آليات الهضم والامتصاص في الجهاز الهضمي وملحقاته من أداء وظائفها على أتمّ وأكمل وجه وذلك بعدم إدخال الطّعام والشّراب على الوجبة الغذائية أثناء هضمها وامتصاصها, كما يتيح الصّيام راحة فسيولوجيّة للجهاز الهضمي وملحقاته، وذلك بمنع تناول الطّعام والشّراب لفترة زمنيّة، تتراوح من 9 إلى 11 ساعة بعد امتصاص الغذاء كما تستريح آليات الامتصاص في الأمعاء طوال هذه الفترة من الصّيام من عملها المستمرّ دون توقّف.
إن أداء الصّيام الإسلامي طاعة لله وخشوعاً له، ورجاء فيما عنده سبحانه من الأجر والمثوبة، لعمل ذو فائدة جمّة لنفس الإنسان وجسمه، حيث يبثّ في النّفس السّكينة والطمأنينة، وينعكس هذا بدوره على آليات الاستقلاب فيجعلها تتمّ في أوفق وأيسر وأنفع السّبل، ممّا يعود بالنّفع والفائدة على الجسم
إن الصّيام كاقتناع فكري وممارسة عمليّة، يقوي لدى الإنسان كثيراً من جوانبه النفسيّة، فيقوي لديه الصبر، وقوة الإرادة، وضبط النّوازع والرّغبات، ويضفي على نفسه السّكينة والرّضا والفرح… وقد أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال: » للصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح بفطره، وإذا لقي ربّه فرح بصومه » (متفق عليه)
وهكذا ثبت بالدّليل العلمي القاطع أن الصّيام الإسلاميّ ليس له أيّ تأثير سلبي على الآداء العضلي وتحمل المجهود البدني.