قال الله تعالى: ” ولقد ضربنا للنّاس في هذا القرآن من كلّ مثل لعلّهم يتذكّرون ”
من عادة النّاس أن يستعينوا كثيرا بالمثل في محدثاتهم وفي معاملاتهم ,فهم يهتمّون بالأمثال التي تعارفت عليها الشّعوب أو أطلقها
الحكماء والشّعراء والأدباء, بل وكثيرا ما يستعين بها أهل الفكر لتوضيح فكرة أو تقريب معني أو إثبات نظريّة , فالأمثال تبرز المعاني في صورة حية تستقر في الأذهان بتشبيه المعقول بالمحسوس وقياس النّظير على النّظير، وكم من معنى جميل أكسبه التّمثيل روعة وجمالًا، فكان ذلك أدعى لتقبّل النّفس له، واقتناع العقل به وقد جاء القرآن يقرّ هذا الاهتمام بالأمثال ويكرّس استعمالها , فضرب الله تعالى الأمثال فيه لغايات كلّها حكمة ورحمة.
فكم من كلمة تدور على الألسن كمَثَل, جاء القرآن بألخص منها وأحسن ؛
فمن ذلك قولهم : القتل أنفى للقتل ، مذكور في قول الله تعالى: » ولكم في القصاص حياة » .
وقولهم : ليس المخبر كالمعاين ، مذكور في قول الله تعالى: » ولكن ليطمئنّ قلبي » .
وقولهم : ما تزرع تحصد ، مذكور في قول الله تعالى : » من يعمل سوءاً يُجْزَ به » .
وقولهم : للحيطان آذان ، مذكور في قول الله تعالى : » وفيكم سمَّاعون لهم » .
وقولهم: الحمية رأس الدواء ، مذكور في قول الله تعالى : » وكلوا واشربوا ولا تسرفوا » .
وقولهم : خير الأمور أوساطها ، مذكور في قول الله تعالى : » ولا تجعل يدك مغلولةً إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط » .
وقولهم: لا تلد الحية إلا حية، مذكور في قول الله تعالى: » ولا يلدوا إلا فاجراً كَفَّاراً » .