الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ، أما بعد فكما جاء في السيرة عن النبي ﷺ بأنه مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ.
و سؤال اليوم من أخينا الكريم عن معنى الآية التي وردت في سورة فاطر (إنما يخشى الله من عباده العلماء) ؟ وعلى من تعود الخشية ؟
وقد أجاب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن هذه الآية :
» وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ كُلَّ مَنْ خَشِيَ اللَّهَ فَهُوَ عَالِمٌ . وَهُوَ حَقٌّ ، وَلا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ كُلَّ عَالِمٍ يَخْشَاهُ « .
فالفاعل في هذه الآيه هم العلماءُ وهم أهل الخشية والخوف من الله و واسم الجلالة (الله) هو مفعول مقدم.
و قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره : » إنما يخشاه حق خشيته العلماء العارفون به ، لأنه كلما كانت المعرفة للعظيم القدير أتم والعلم به أكمل ، كانت الخشية له أعظم وأكثر .
وتفسير الآية بأن الله سبحانه و تعالى لا يخشاه أحدٌ إلا العلماءُ ، وهم الذين يعرفون قدرته وسلطانه وليس معنى الآية أن الله تعالى هو الذي يخشى العلماء ، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا .
و الله تعالى أعلم.