الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ، أما بعد فكما جاء في السيرة عن النبي ﷺ بأنه مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ.
و سؤال اليوم إخوتي الكرام عن تفسير دعاء سيدنا موسى عليه السلام » ربّ إني لما أنزلتّ إليّ من خير فقير » ؟ و هل يجوز ضمه لأدعية الحاجة و أنواع التوسل المشروع لله ؟
فقد أجاز أهل العلم بأنه لا بأس أن يدعو العبد المسلم بهذا الدعاء في قضاء حوائجه و هو من أنواع التوسل المشروع و فيه أن يتوسل العبد الفقير إلى ربه بذكر حاله وما هو عليه من الحاجة.
و قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
» هَذَا وَصْفٌ لِحَالِهِ بِأَنَّهُ فَقِيرٌ إلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إلَيْهِ مِنْ الْخَيْرِ، وَهُوَ مُتَضَمِّنٌ لِسُؤَالِ اللَّهِ إنْزَالَ الْخَيْرِ إلَيْهِ « .
وقال ابن كثير رحمه الله:
» قَدْ يَكُونُ السُّؤَالُ بِالْإِخْبَارِ عَنْ حَالِ السَّائِلِ وَاحْتِيَاجِهِ، كَمَا قَالَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ: (رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ) ..و هنا على العبد المسلم أن يتضرع لربه فهو القادر على أن يغنيه بفضله عمن سواه ، فيتوسل إليه بفقره إليه.
والله تعالى أعلم .